أكتضت كاتدرائية مار يوسف الكلدانية في الكرادة مساء الاربعاء 6/3 بجموع غفيرة حضرت الى القداس الالهي الذي أحياه غبطة مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية وشاركه غبطة اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي ومار غريغوريوس الثالث لحام بطريرك الروم الكاثوليك.
وفي موعظته خلال القداس الذي حضره نيافة المطارنة من الطوائف المسيحية الكاثوليكية وجمع من الاباء والاخوات الراهبات ورئيس الوقف المسيحي ووزير البيئة والنائب عماد يوخنا ، أستشهد البطريرك ساكو خطبته بكلام السيد المسيح حينما قال" اتساءل اليوم في قول يسوع قبل القيامة وبعدها "لا تخافوا" وما وقع هذا الكلام علينا نحن الذين نعيش ظروفًا يومية صعبة لا نعرف الى أين تقودنا ، المسيح الذي وبخ التلاميذ عندما كانوا في المركب وسط البحر الهائج خائفين "لماذا أنتم خائفون يا قليلي الايمان"، وكأن هذا التوبيخ موجّه إلينا نحن الخائفين أيضًا أما يليق بنا أن نجدد ثقتنا وأملنا وشركتنا ووحدتنا".
وقال البطريرك ساكو"وسط الظروف القاسية التي نعيشها ها هو صوت الراعي يسوع المسيح ينادينا بكثير من المحبة والرجاء للخروج من حالة القلق والخوف، والنهوض بقوة لتحقيق الاخوة والشراكة والوحدة وهذا يتطلب منا أن نحبّ بعضنا بعضًا وأن نستقبل بعضنا البعض بحرارة وان نتقاسم ما عندنا بسخاء وفرح.
وأكد غبطة البطريرك على ضرورة الاصالة كونها مرتبطة بالتجديد وعدم قبوله يجعلنا نعيش في التاريخ والجمود، مبينا "من هذا المنطلق سوف نقوم بتجديد طقوسنا وتوحيدها وتأوين اساليب تعليمنا وبنى كنيستنا بحزم وشجاعة بحسب دعوة المجمع الفاتيكاني الثاني والارشاد الرسولي لكي يفهمها المؤمنون ويشاركوا فيها ويَنشَّدوا اكثر الى المسيح وكنيستهم .
وفيما يتعلق بالهجرة واسبابها ، أشار البطريرك ساكو الى ان هناك عدة مسارات تحدد هجرة البشر, منها قومية ودينية واقتصادية، وقال " بالنسبة للمسيحيين فلديهم حساسية خاصة تجاه الأمان والحرية، فان وجِد الأمان والحرية يظل المسيحي واذا انعدما فانه يهاجر، لافتا الى انه لا يشجع احدًا على المغادرة، بل يحثُّ على البقاء والتواصل وهذه أمانة إيمانية ووطنية.
وتطرق البطريرك ساكو في خطبته الى برنامج عمله مع الجميع في الكنيسة الكلدانية كفريق واحد بروح الاصالة والوحدة والتجدد قائلا "سوف اتعاون مع اخوتي الاساقفة والاكليروس والرهبان والراهبات والمؤمنين لبناء الكنيسة وخير الناس".
وأضاف "فيما يخص العمل مع الكنائس الشقيقة سوف نتعاون وننسق مع بعضنا كل ما من شانه ان يعزز الحضور المسيحي في هذا البلد ويعكس شهادة الوحدة والمحبة. وسنتعاون مع كنيسة المشرق الاشورية في كل المجالات التي تقرب وحدتنا ومنذ الآن وصاعدًا هذه السنة تكون الاخيرة فيها نحتفل بعيّد القيامة مختلفين، سوف نوحد العيد في العراق، كما سنعمل على تعزيز نقاط التقارب الكثيرة بيننا وبين المسلمين ونحترم نقاط الاختلاف وهذا من تصميم الله الذي خلقنا مختلفين.
وأختتم البطريرك لويس ساكو كلمته مطالبأ من جمع المؤمنين بالصلاة من أجل أن يعينه الرب على إتمام ما بدأه من سبقه على هذا الكرسي البطريركي كي يحافظ على وديعة الايمان بأمانة وينقل رسالة المسيح بنقاوة واخلاص .